قد يتدكر بعضنا ان (حدائق بابل المعلقة) كانت احدى العجائب السبع في العالم القديم. اما عن بابل داتها. عاصمة ثانية اقدم حضارة على الارض. فلم يكن يعلرف عنها الا اقل القليل حتى عام 1899. حينما بدات بعثة من علماء الاثار المدربين و عمالهم من العرب اعمال الحفر و التنقيب في بقايا المدينة العظيمة قرب نهر الفرات.<xml><o></o>
و اليوم. بفضل جهود العلماء الدين اهتدوا الى مفتاح اللغة البابلية. و بفضل علماء الاثار. اصبح في مقدورنا ان نرسم صورة لما كانت عليه بابل في اوج قوتها. دلك اننا نعرف خطة العمل. ويمكننا ان نعيد بناء العجائب في تلك المدينة الاسطورية. كما كانت حوالي عام 575 قبل الميلاد.<o></o>
كان المسافر ادا ما اقترب من بابل عن طريق السهل. تقع عيناه اول ما تقع على السقف الدهبي لبرج ضخم يتلالاء في الشمس. ثم لا يلبث ان تتبدى له الاسوار العظيمة. ترتفع راسية من بطن السهل. فتطوق المدينة التي كان محيطها يبلغ 11 ميلا. لقد كانت هده الاسوار من العرض بحيث يمكن اقتياد مركبة دات عجلتين يجرها اربعة جياد فوق سطحها. و من خلفها كانت المدينة الداخلية. و كان يشق هده المدينة من الشمال الى الجنوب طريق الموكب. او طريق النصر. <o></o>
و كان طريق الموكب يمر من خلال بوابة عشتار. دات المدخل المزدوجج و الابراج الهائلة. و هدا المدخل الضخم المزدوج ان مكسوا بطبقة ملساء زرقاء براقة. مزدانة بتسعة صفوف من التنانين و الثيران. يبلغ مجموعها 575. و عندما اكتشفت بقايا هده البوابة. كان هناك. فيما وعته الداكرة وقتها. 152 من هده الاشكال الحيوانية ما زالت باقية في مواضعها الاصلية. كما ظل وقتها قدر كافي من المبنى القديم باقيا لكي يبين ما كانت عليه صورته الاصلية.<o></o>
و ادا تابع المسافر طريق موكب العام الجديد من خلال بوابة عشتار. وجد نفسه في المدينة الداخلية. و فيها كانت توجد قصور فخمة و معابد مهيبة يحف بكل منها سياجه الخاص. و هنا ايضا كان قصر نبوخدنصر. بساحاته الواسعة. و قاعة العرش الفسيحة. و عشرات من الغرف الصغرى. و تحف به اسوار عالية انتثرت فوقها الابراج.<o></o>
و كانت الحدائق المعلقة اروع هده المشاهد جميعا. ان كلمة (معلقة) تعبير مضلل. فان الحدائق كانت ممتدة على شكل مصاطب مدرجة فوق ابواب مقنطرة. و كانت مزروعة باشجار السنديان. و البلوط الاخضر. و الصنوبر. و الدلب. و الصفصاف. و الدردار. و النخيل. و البرتقال. و الرمان. و كان البنيان كله يرتفع 75 قدما. و به سلالم تصعد من مدرج الى مدرج. و كان يظل بليلا منعشا على مدار السنة بالمياه. تضخ اليه من ينبوع ادنى من مستوى سطح الارض. و يقال ان نبوخدنصر قد صمم هده الحدائق كهدية لملكته. اميهيا. و هي اميرة من ميديا. لكيلا توحشها روابي بلادها ادا اقامت في ارض بابل المسطحة.<o></o>
و على مقربة من قلب المدينة. كان يقوم البرج المدرج العظيم. يعلوه سقف من دهب. و هو اعلى بناء في بابل. كان اسمه (اي - تيمين - انج - كي). او معبد مردوك. و يحتمل انه كان برج بابل الاصلي الدي ورد دكره في كتب التاريخ (العهد القديم). و كان البرج نفسه يبلغ ارتفاعه300 قدم. و يزيد رفعا كلما ارتفع الى القمة في سلسلة من المدرجات. و كانت سلالمه الثلاثية تؤدي الى الاماكن المقدسة المكرسة لكبار الهة بابل.
الخميس ديسمبر 06, 2007 3:18 pm
